بعد ان خلق الله الارض و السموات و سخر الشمس و القمر كل يجري لأجل مسمى و زين الارض بما يصلح معايش اهلها و خلق الملائكه و الجن اقتضت حكمته ان يخلق ادم عليه السلام و ذريته ................. فأنبأ جل شأنه الملائكه انه سيستخلف في الارض خلفا اخر قال تعالى (و اذ قال ربك للملائكه اني جاعل في الارض خليفه قالوا
اتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك قال اني اعلم مالا تعلمون)
كان سؤال الملائكه في الايه السابقه علىوجه الاستعلام عن الحكمه لا على وجه الاعتراض او التنقيص لبني ادم او الحسد لهم . فخلق الله تعالى خليفته في ارضه بشرا من طين فسواه من صلصال من حمأ مسنون ثم نفخ فيه من روحه فسرت فيه نسمه الحياه فصار بشرا سويا ثم امر الملائكه بالسجود له فسجد الملائكه الا ابليس و كان من الجن فقد عصى امر ربه و كان من الكافرين و كان رفضه للسجود تكبرا على ادم فكان زعم كيف يسجد من قد خلق من نار لمن خلق من طين؟
عاقب الله جل و علا ابليس على عصيانه بأن طرده من رحمته فاستحق الطرد بعصيانه و عناده عمدا و استكبارا عم امتثال امر الله سبحانه فسأل ابليس ربه ان ينظر الى يوم الدين و ان يمد له في الحياه حتى يوم يبعثون فأجاب الله سؤاله و اقسم ابليس ان يفتن ذريه ادم عليه السلام و يغويهم الا عباد الله المخلصين و توعد الله سبحانه و تعالى ابليس و كل من اطاعه من ذريه ادم بالنار...
معصيه ادم عليه السلام و زوجته لربهما:
خلق الله تعالى لادم عليه السلام زوجأ هى حواء ثم اسكنهما الجنه يأكلان منها رغدا و نهاهما عن ان يقربا شجره من اشجارها و لكن الشيطان قد حز في نفسه ان ينعم ادم و زوجه بهذا النعيم و هو مطرود من رحمه الله مبعد عن جنته فوسوس اهما معصيه ربهما فأكلا من الشجره التي نهيا عنها فكان جزاؤهما ان اخرجهما الله سبحانه و تعالى من الجنه دار النعيم و النضره و السرور الى دار التعب و الكدر و الشقتء و ما ادرك ادم عليه السلام ز زوجه خطيئتهما حتى دعوا ربهما مستغفرين فقبل الله توبتهما و غفر لهما ثم ان الله تعالى امر ادم و زوجه بالهبوط من الجنه الى الارض و انبأهما ان العداوه بينهما و بين ابليس ستظل قائمه فليحذرا فتنته ولا يصغيا الى اغوائه و ان لهما و لذريتهما في هذه الحياه طريقين لا ثالث لهما فاما الهدى او الضلال فمن اتبع هدى الله فلا خوف عليه من غوايه الشيطان و اما من اعرض عن ذكر الله سبحانه و اتبع سبيل الشيطان فسيكون عشيه ضنكا