أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها لا تخضع "لواجب قانوني" يملي عليها اعتقال الرئيس السوداني عمر البشير- الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
وجاء الإعلان الأمريكي الثلاثاء على لسان "روبرت وود" المتحدث باسم الخارجية- في معرض رده على سؤال حول المحكمة الجنائية الدولية التي أسست بموجب معاهدة روما عام 1998 وعارضتها بشدة إدارة الرئيس جورج بوش خلال إطلاقها عام 2002.
وقال وود للصحفيين إننا "قلنا ونقول مجدداً إن الذين يرتكبون أعمال عنف يجب أن يحاسبوا على أعمالهم... لكننا لسنا أعضاء في معاهدة روما".
ووقعت أكثر من 100 دولة من بينها معظم الديموقراطيات الغربية على معاهدة روما، ووافقت على سلطة المحكمة الجنائية الدولية بوصفها أول محكمة دائمة حول جرائم الحرب وضد الإنسانية.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت مذكرة توقيف بحق الرئيس البشير في الرابع من مارس/آذار بتهمة ارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور؛ وهو ما ردت عليه الخرطوم بطرد 13 منظمة غير دولية غير حكومية كانت من كبريات المنظمات التي تعمل في دارفور، متهمة إياها بالتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية وبالتجسس لصالحها؛ وهو ما قوبل أيضاً بتحذيرات دولية من تفاقم الأوضاع الإنسانية بالإقليم جراء طرد المنظمات، وتحميل البشير وحكومته مسئولية حدوث حالات وفاة.
قطر تواجه ضغوطا حتى لا تستقبل البشير
على صعيد آخر قال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني ان قطر واقعة تحت ضغط لكي لا تستقبل الرئيس السوداني عمر حسن البشير خلال قمة عربية مقررة الاسبوع المقبل بعد أن اتهمته المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب في دارفور.
وقال الشيخ حمد وهو رئيس الوزراء ووزير الخارجية "في ضغوط ولكن أنتم تعرفون قطر جيدا."
ولم يشر الى الجهة التي تضغط على قطر وهي حليف وثيق للولايات المتحدة وتوجد بها قاعدة عسكرية أمريكية كبيرة. وقطر هي أكبر مصدر في العالم للغاز الطبيعي المسال.
وأضاف الشيخ حمد متحدثا للصحفيين في الخرطوم "احنا قدمنا الدعوة وأنا هنا جيت لاكرر الدعوة كرئيس الوزراء ووزير الخارجية. نحترم القانون الدولي ونحترم حضور البشير للدوحة".
مقتل اثنين فى هجوم بدارفور
على صعيد العنف فى دارفور قالت قوات حفظ السلام مسلحين أشعلوا النيران في مخيم للنازحين بدارفور بغرب السودان مما أسفر عن مقتل اثنين على الاقل.
وجاء الهجوم في المخيم القريب من الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور في الوقت الذي تزايد فيه التوتر في دارفور بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمر اعتقال بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير بتهم ارتكاب جرائم حرب في المنطقة.
وذكرت قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي أن السكان تحدثوا عن أربعة مسلحين اقتحموا المخيم قبيل ظهر يوم الثلاثاء وأشعلوا النيران.
ويقول خبراء دوليون ان 200 ألف شخص قتلوا كما أرغم 2.7 مليون شخص على النزوح عن ديارهم في دارفور منذ أن حمل المتمردون من غير العرب السلاح ضد الحكومة عام 2003 .
وهناك العديد من التقارير عن وقوع اشتباكات بين سكان المخيمات في غرب دارفور والميليشيات التي كثيرا ما توصف بأنها من العرب.
وزاد العنف منذ أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمر الاعتقال بحق البشير. ورد البشير بطرد 13 وكالة اغاثة أجنبية متهما اياها بالتجسس لصالح المحكمة.