رفض مسؤولون ومواطنون فلسطينيون من سكان حي البستان المهدد بالهدم في بلدة سلوان بالقدس المحتلة، عروضا إسرائيلية لتعويضهم وتوفير أراض بديلة قرب حيي شعفاط وبيت حنينا في المدينة مقابل مغادرتهم الحي.
وبينما أكد مفتي فلسطين عدم جواز قبول التعويض ومبادلة الأراضي، شدد السكان على أن الغرض من العروض الإسرائيلية هو إجبارهم على مغادرة المنطقة المحاذية للمسجد الأقصى وعزلهم مستقبلا عن مدينة القدس وإلحاقهم بالضفة الغربية.
وكانت بلدية القدس قد عرضت على سكان حي البستان المغادرة مقابل توفير مساحات بديلة من الأراضي لإقامة مساكن جديدة عليها، وهو ما رفضه السكان وتبعه إخطارات بهدم عشرات المباني الفلسطينية.
الشيخ عكرمة صبري مفتي فلسطين السابق حرم قبول التعويضات (الجزيرة نت)
لا بديل
وأكد عبد الكريم أبو سنينة منسق لجنة أهالي حي البستان أن أصحاب البيوت المهددة لا يقبلون أي بديل عن بيوتهم في أي مكان، موضحا أن المواطنين أقاموا بيوتهم على أملاكهم التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم العرب والمسلمين.
وقال في حديث عبر الهاتف مع الجزيرة نت إن سلطات الاحتلال اقترحت على السكان توفير أراض بديلة في بيت حنينا لإقامة بيوت جديدة عليها "وكأنّ أراضي بيت حنينا ملك للاحتلال وليست أراضي عربية وإسلامية".
وأوضح أن سلطات الاحتلال تنوي مصادرة أراضي بيت حنينا من أصحابها لإعطائها لسكان حي البستان دون وجه حق "ومن ثم الإعلان عن مصادرة الأراضي الجديدة أو إقامة جدار فاصل في بيت حنينا وعزلها عن القدس وضمها للضفة الغربية وتفريغ المدينة المقدسة من الوجود العربي والإسلامي".
وشدد على تمسك السكان بأراضيهم وعدم قبول أية عروض مادية أو مالية بديلا عن الأراضي والمنازل المهددة "لأنه إذا كانت بلدة سلوان المحاذية للأقصى في خطر فإن المسجد الأقصى في خطر".
من جهته وصف حاتم عبد القادر، مستشار رئيس الوزراء الفلسطيني لشؤون القدس العرض الإسرائيلي بأنه "وقح ومثير للسخرية" معتبرا العرض بتوفير أراض بديلة "بمثابة سابقة جديدة بهدف إبعاد الفلسطينيين عن مناطق مجاورة للمسجد الأقصى".
ولفت في حديث للجزيرة نت أن هذه العروض تندرج ضمن الأساليب الجديدة التي يستخدمها الاحتلال في محاولة منه لإغراء المقدسيين بترك أراضيهم ومساكنهم والانتقال من مركز المدينة إلى ضواحيها كشعفاط و بيت حنينا".
وشدد على أن الاحتلال بدأ معركة الصراع الديمغرافي في مدينة القدس من خلال سياسة الترغيب والترهيب "وبالتالي فإن المعركة سياسية بالدرجة الأولى بهدف إيجاد منطقة عازلة حول البلدة القديمة في القدس، وهذا من شأنه أن يحدث خللا في الميزان الديمغرافي لصالح المستوطنين".
حسين يفتي بعدم جواز قبول سكان حي البستان تعويضا من أي نوع (الجزيرة نت)
تحريم الصفقات
من جهته رفض الشيخ محمد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية، العروض الإسرائيلية، وأفتى بعدم جواز قبول أهالي حي البستان أو أي موقع آخر يملك أراضي وعقارات مبادلة أراض أخرى بها وفق تخطيط الاحتلال.
وقال للجزيرة نت إن أية عروض مبادلة من هذا النوع "لا تصح ولا تجوز أبدا" مطالبا المواطنين بالتمسك بأملاكهم وعقاراتهم وعدم إخضاعها لأية صفقات مشبوهة من هذا القبيل.
وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي يطمع في كل أرض ويسعى لإخلاء سكانها والاستيلاء عليها، مشددا على أن أراضي القدس وقفية وتجب المحافظة عليها والاستمرار في السكن فيها وعدم الرحيل منها مهما كانت الظروف.
وكان الشيخ عكرمة صبري مفتي فلسطين السابق قد أفتى بتحريم التعويض المالي أو العيني بمبان أو أراض مقابل البيوت التي تهدد بلدية القدس الإسرائيلية بإخلائها من سكانها وأصحابها الشرعيين في حي البستان.
وأوضح أن "أي تعويض عن هذه المساكن يعدّ بمثابة بيع لها وانتقال ملكيتها إلى السلطات الإسرائيلية، وكما هو معلوم أن بيع البيت أو الأرض محرم شرعا وكبيرة